المنهج العملي في تربية الممثل By يو . ا . كرينكي Paperback Art المنهج العملي في تربية الممثل يخصص الكاتب الروسي «يو.أ.كرينكي» كتابه «المنهج العلمي في تربية الممثل» للحديث عن المهام والتمارين والأمثلة في أداء الممثل مع طرائق العمل بها. يتحدث الكتاب عن سير عمل تربية الممثل، والقوانين الأساسية للتقنية الداخلية في فن التمثيل، التي تبدأ من عملية تعريف ماهية الفن الذي يُعيد خلق الحياة عن طريق أدواته الخاصة به. يركّز الكتاب بشكل أساسي، على الممثل المسرحي الذي يملك مقدرة التأثير المباشر على الجمهور. فكلمات المؤلف لا تأثير لها على الجمهور إذا لم يحققها الممثل بالحياة. لهذا فإن إمكانية إنقاذ أو قتل مؤلف النص المسرحي، منوطة بالممثل بالدرجة الأولى، الذي من أهم مزايا الفن الذي يشتغل عليه، كون الأدوات التي يستخدمها في عمله، ليست منفصلة عنه، كما الحال لدى الرسام أو الموسيقى، لذا فإن جوهر فن التمثيل، يكمن في خلق الممثل للشخصية المسرحيّة، من خلال إبداعه مختلف الأفعال والأحداث الإنسانيّة التي تميز الشخصية. يشير مؤلف الكتاب إلى ضرورة احتواء المنهج العملي في تربية الممثل وتأهيله، بوساطة خطة سير عمل مدروسة، تشمل الصفوف الدراسيّة كافةً، بحيث تُغطى في السنة الأولى التقنية الداخلية وقوانينها الأساسيّة في فن التمثيل، مع الإشارة إلى أن الموهبة لا يمكن للإنسان أن يتعلمها أبداً، وإنما تولد معه، والممكن الوحيد، البحث عنها واكتشافها، وتمهيد الطريق أمامها وصقلها وحمايتها من الانحراف أو الأخطاء. أما السنة الثانية فيغطي فيها المنهج العملي، تربية الممثل الشخصيّة المسرحية والعمل على الدور، إذ على الممثل أن يعي ضرورة الملاحظة (المراقبة) الدائمة، وتُسمى هذه الخصيصة: حس المراقبة أو الملاحظة. وتعد من أساسيات العمل على الشخصية المسرحية التي عليها إتقان إعادة تجسيد المهن المختلفة، واكتشاف الصفات الداخلية والخارجيّة المميزة للشخصية، لتجسيدها بشكل صحيح فوق خشبة المسرح. ومن ثم العمل على مشهد تدريبي يتناول قصة كاملة، بالتعاون مع المخرج. وفي السنة الثالثة، على الممثل المسرحي التوقف عند التقنية الخارجيّة، وإدراك عناصر الحرفة، وعملية توجيه انتباه الجمهور إلى العنصر القادر على إظهار الجوهر، من خلال جعل سلوكه مشوقاً. كما عليه نقل اهتمام الجمهور إلى شريكه في التمثيل، لأجل إيصال الفكرة الأساسية للعمل المسرحي. يتوقف الكتاب، بعدها، عند القوانين المسرحيّة: (قوانين المسرحة). إذ يؤكد مؤلفه تبعية الفعل لقانون الوقت المسرحي، وقانون تلقي الجمهور، وصولاً إلى تحقيق البلاغة المسرحية، من خلال شكل ووضعية الجسد على الخشبة، والتشكيل الحركي (الميزانسين) وتنظيم توضع المجموعات على الخشبة،. وأيضاً: توفير وسائل للتغلب على ضجيج الجمهور المسرحي، للإبقاء على وضوح أصوات الممثلين ووصولها إلى الجمهور بشكل سليم ونقي. ثم ينتهي الكتاب إلى وضع توجهات منهجيّة عامة، منها: جعل الدروس حيّة وممتعة ومفعمة بالسعادة الإبداعيّة، التشديد على التطبيق العملي للمعارف النظريّة (لأن كل شيء في الفن المسرحي، يقوم على هذا الجانب، ومن يكتفي بتنفيذ التمارين العمليّة بشكل ذهني، لا يمكن له أن يُصبح ممثلاً جيداً). وفي أوراقه الأخيرة، يُطلق الكتاب تحذيرات وقائيّة، أبرزها: الحذر من الوقوع في الجفاف أثناء التمرين على الشخصية. ,
المنهج العملي في تربية الممثل artlist

..